للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحق الذي يدمغ باطلهم ويدحض شبهتهم وينقض اعتراضهم ويكون أحسن بياناً وأكمل تفصيلاً.

[إهتداء]

اذا تتبعت آيات القرآن وجدتها قد أتت بالعدد الوافر من شبه الظالمين واعتراضاتهم ونقضتها بالحق الواضح والبيان الكاشف في أوجز لفظ وأقربه وأبلغه، وهذا قسم عظيم جليل من علوم القرآن يتحتم على رجال الدعوة والإرشاد أن يكون لهم به فضل عناية ومزيد دراية وخبرة. ولا نحسب شبهة ترد على الإسلام إلاَّ وفي القرآن العظيم ردها بهذا الوعد الصادق من هذه الآية الكريمة، فعلينا عند ورود كل شبهة من كل ذي ضلالة أن نفزع إلى آي القرآن ولا أخالنا إذا أخلصنا القصد وأحسنا النظر إلا واجديها فيها وكيف لا نجدها في آيات ربنا التي هي الحق وأحسن تفسيراً.

[إقتداء]

لنقتد بالقرآن فيما نأتي به من كلام في مقام الحجاج أو مقام الإرشاد فلنتوج دائماً الحق الثابت بالبرهان أو بالعيان ولنفسره أحسن التفسير ولنشرحه أكمل الشرح ولنقربه إلى الأذهان غاية التقريب وهذا يستدعي صحة الإدراك وجودة الفهم ومتانة العلم لتصور الحق ومعرفته ويستدعي حسن البيان وعلوم اللسان لتصوير الحق وتجليته والدفاع عنه فللإقتداء بالقرآن في الإتيان بالحق وأحسن بيان علينا أن نحصل هذه كلها ونتدرب فيها ونتمرن عليها حتى نبلغ إلى ما قدر لنا منها. هذا ما على أهل الدعوة والإرشاد وخدمة الإسلام والقرآن، فأما ما على عموم المسلمين من هذا الإقتداء فهو دوام القصد إلى الإتيان بالحق وبذل الجهد في التعبير بأحسن لفظ وأقربه ومن أخلص قصده في شيء وجعله من وكده أعين- بإذن الله تعالى- عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>