والتجاوز لأننا نرى واجباً على من وقف نفسه لخدمة أمة أن يتلقى بالقبول كل ما يأتيه منها من مدح أو قدح من حق أو باطل، من عقل أو غيره ويستعمل ميزان عقله ويستعين بأهل الرأي من المخلصين معه في قبول ما يجب من أي ناحية جاء ورد ما يجب رده من أي شخص كان فللرصيفات كلها - إذاً جميل الشكر والإكرام.
[فضل الرفاق علينا]
رافقني من بداية الرحلة إلى آخرها إبننا الشيخ محمد الصادق الجندلي ومن معسكر إلى غليزان الشيخ عبد القادر آل زيان ومن معسكر إلى آرزيو الأديب الكبير الشيخ السعيد الزاهري ومن وهران إلى غليزان العالم النفاع الشيخ عبد القادر المهاجي ومن أرزيو إلى باريقو العالم الجليل الشيخ أبو عبد الله البوعبدلي ومن سيق إلى تموشنت ثم أرزيو الشيخ فرحات الليشاني ومن تلمسان إلى أرزيو الشريف الغطريف الشيخ مولاي علي الحسني وغيرهم ممن رافقنا في بعض الطريق وقد كانوا كلهم الرفقة الكريمة الموفقة نسينا بهم الأهل والمقر واستطبنا معهم عناء السفر فجازاهم الله أحسن ما جازى رفيقاً عن رفيقه وصديقا عن صديقه.
[خدماتنا بهذه الرحلة]
قد خدمنا الأمة الإسلامية بما دعوناها إليه من علم وفضيلة ومحبة وتسامح وما عرضناه على اسماعها من علوم القرآن وهدايته وما رغبناها فيه من قراءته وتفهمه والعمل به وخدمنا المسلمين وغيرهم بما دعونا إليه من اتحاد وتعاون وتراحم وتفاهم والتزام للأمن والنظام واحترام للقوانين الدولية وأوامر الحكام، وخدمنا الحكومة بما نوهنا به من فضلها بفتح باب العلم بما أذنت به من تأسيس هذه الجمعية وما أذنت به من فتح مكاتب عربية وما سهلت من سبيل لاتصال علماء