التذكير بآيات الأكوان التي ترى بالعيان. الخرور: هو السقوط كسقوط الساجد، الأصم: فاقد حاسة السمع أو الذي لا يتدبر ما يسمع فلا ينتفع به وهو المراد هنا. والأعمى: فاقد حاسة البصر، أي الذي لا يعتبر فيما يبصر فلا ينتفع به، ويكون الأعمى بمعنى فاقد الإدراك القلبي، وهو عمى البصيرة وما هنا يحتمل الوجهين الأخيرين.
[التراكيب]
عبر بإذا لأن التذكير مما هو واقع محقق كالذي يسمع من القرآن
في الصلاة من الخطب في الجمع. وبنى الفعل للنائب لأن التذكير بالآيات يجب قبوله من أي مذكر كان. وصما وعميانا: حال من الواو ضمير الجماعة في لم يخروا، والنفي منصب على الحال التي هي قيد في الكلام وإذا كان الكلام مقيدا بقيد كما هنا فإن النفي ينصب على ذلك القيد في غالب الاستعمال العربي، ونظيره ما رأيت زيدا راكبا نفيا للركوب لا للروية، ولا يلقاني مسلما نفيا للسلام لا للقاء، فلم ينف عنهم الخرور وإنما نفى عنهم الصمم والعمى عند الخرور.
[المعنى]
ومن صفات عباد الرحمن أنهم إذا ذكرهم مذكر بآيات ربهم التي أنزلها على نبيهم- صلى الله عليه وآله وسلم- بما فيها من ذكر مخلوقاته وإنعاماته وأيامه في أوليائه وأعدائه ووعده ووعيده وترغيبه وترهيبه، أقبلوا عليها وأكبوا على سماعها بآذان واعية، وأبصار راعية، وقلوب حاضرة، وعقول متدبرة، لا كمن يقبلون عليها ويكبون على سماعها ولكنهم لا يسمعون ولا يبصرون لأنهم لا يعقلون ولا يتدبرون.