برغم ما في الأمة الجزائرية من أصول الحيوية القومية، فقد عركتها البلايا والمحن حتى استخذت وذلت، وسكتت على الضيم، ورئمت للهوان، وبرغم ما بينها من روابط الوحدة المتينة- فقد عملت فيها يد الطرقية المحركة تفريقاً وتشتيتاً، حتى تركتها أشلاء لا شعور لها ببعضها ولا نفع، تتخطفها وحوش البشرية من هنا ومن هنالك بسلطان القوة على الأبدان، أو شيطان الدجل على العقول والقلوب.
أما اليوم فقد نفضت الأمة عن رأسها غبار الذل وأخذت تنازل وتناضل، وتدافع وتعارض، وشعرت بوحدتها فأخذت تطرح تلك الفوارق الباطلة، وتتحلى بحلل الأخوة الحقة، وتنضوي أفواجاً أفواجاً تحت راية الإسلام والعروبة والجزائر.
[العلماء]
كان الذين يتسمون بالعلم- إلا قليلا- بين جامد خرافي تستخدمه الطرقية وما يحرك الطرقية في التخدير والتضليل، وقد لا يدري المسكين ما يدس به للأمة من كيد، وحاذق دنيوي قد غلبه الوظيف واستولى حبه على قلبه فأنساه نفسه وأنساه ذكر الله. وكان العلماء الأحرار المفكرون- على قلتهم- مغمورين مشتتين، فلما برز (المنتقد) الشهيد فـ (الشهاب) هب أولئك العلماء الأحرار المفكرون للعمل، وتكونت النواة الأولى لجمعية العلماء، وأصبح اليوم اسم العلماء يحمل في أثنائه كل معاني الجد والتضحية في سبيل الحياة الحقيقية دنيا وأخرى.
[النواب]
مجلدات (الشهاب) الماضية سجل يحفط اسم كل نائب وقف موقفاً مشرفاً، يطلب حقا أو يدافع باطلا فـ (الشهاب) ينوه بكل عامل