للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا}.

[الألفاظ]

القرية: المساكن المجتمعة، ومادة (ق ر ي) تدل على الجمع، فتصدق على القرية الصغيرة والمدينة الكبرى، وتطلق القرية مجازاً على السكان إطلاقاً لاسم المحل على الحال. ومنه هذه، و (الإهلاك): الإبادة والإفناء بالإستئصال، كما فعل بعاد وثمود. و (قبل يوم القيامة): أي في الدنيا، و (العذاب الشديد): كأمراض الأبدان وفساد القلوب وانحطاط الأخلاق وافتراق الكلمة وتسليط الظلام، كما أرسل على بني إسرائيل عباداً أولي بأس شديد فساؤا وجوههم وجاسوا خلال ديارهم، وكتسليط أهل الحق على أهل الباطل، وكالجدب والقحط وجوائح الأرض وجوائح السماء و (في الكتاب) أي اللوح المحفوط و (مسطورا): أي مكتوباً اسطاراً مبيناً.

[التركيب]

(إن) نافية. و (من) زيدت لاستغراق الجنس وتأكيد العموم و (إلا) أفادت مع ان النافية حصر كل قرية في أحد الأمرين من الهلاك والعذاب الشديد ليعلم أن لا نجاة لكل قرية من أحدهما قطعاً. و (أو) تفيد أحد الشيئين المذكورين على الإبهام وعدم التعيين. و (ذلك) إشارة إلى المذكور من الهلاك والتعذيب.

[المعنى]

يقول تعالى: ما من قرية على وجه الأرض إلا ولا بد أن يحل بها منا هلاك وفناء بما يبيدها ويفنيها، أو عذاب شديد لا يفنيها ولكنه يذيقها أنواع الآلام وشديد النكال، كان هذا قضاء سابقاً في علمنا ماضياً في إرادتنا مكتوباً أسطاراً في اللوح المحفوط.

<<  <  ج: ص:  >  >>