للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما عرفتها أسماء قالت لها: أنت ابنة قاتل سيده؟ قالت الربيع، بل قاتل عبده: فقالت أسماء: حرام علي أن أبيعك من عطري شيئاً، قالت الربيع: حرام على أن أشتري منه شيئاً، وقالت- لتغضبها-: ما وجدت لعطرتنا نمير عطرك، وافترقتا على غضب وقطيعة.

[الفوائد والأحكام]

[النساء في الحرب]

ما كانت تقوم به الربيع ومن معها من النسوة في الغزو أصل لتأسيس فرقة النسوة الممرضات في الجيش، ويستتبع ذلك لزوم تهيئتهن لذلك بتعليمهن- غير مخلطات بالرجال- ما يحتجن إليه في الحرب من القيام بعملهن والدفاع عن أنفسهن واستعمال ما يقيهن من الهلاك مع تدريبهن على ذلك كله وتمرينهن عليه، لأن الشارع قد أقر هذه المصلحة فكل ما تتوقف عليه في أصلها أو كمالها وإتقانها فهو مشروع.

[إقرار الحق وإنكار الباطل]

الضرب بالدف والغناء في العرس وذكر الأموات بمحامدهم ومقاماتهم- كل هذا مشروع، فأقر النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- الجويرات عليه. أما علم أحد من الخلق: الأنبياء فمن دونهم بما يكون في المستقبل فباطل ممنوع، قوله واعنقاده، ولهذا نهاهن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- عنه وأمرهن أن يعدن إلى ما كنَّ فيه، ولا ينافي هذا أن الله قد يطلع أنبياءه- عليهم الصلاة والسلام- على بعض ما يكون في المستقبل لأنه علم محدود في شيء مخصوص، كان باعلام الله فلا يتجاوز علمهم إلى ما عداه مما في أحشاء المستقبل من الغيب، ولا لما في الحال منه مما لم يعلموا به، وهكذا كانت سنته

<<  <  ج: ص:  >  >>