أخلاقها الكريمة وسجاياها الموروثة مثل هذه المحافظة لجذيرة بالمدح والثناء حقيقة بالخلود والبقاء خليقة بالخدمة والاعتناء.
[فضل الحكومة ورجالها]
العلم والفضيلة هما كل ما يحتاج إليه الإنسان في كماله وسعادته وهما كل ما ترمي إليه جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بسعيها، فللحكومة الفضل العظيم بفتحها السبل لهذه الجمعية حتى تتوصل إلى نشرهما باتصال رجالها من أهل العلم بالأمة في مساجدهم ومجامعهم وحيثما كانوا فللحكومة في هذا من الفضل بقدر ما فيه للأمة من النفع ولقد كان رجال الحكومة الذين لقيناهم في جميع البلدان يلاقوننا بمزبد الإكرام ويزودوننا بعبارات التأييد والتنشيط ويقول لنا الكثير منهم إننا مستعدون لمساعدتكم في كل ما تريدونه بدائرتنا ولا شك أنهم يتكلمون بلسان الحكومة ويعربون عن نياتها ومقاصدها، وأي مقصد أشرف وأي نية أنفع من تعاون الحكومة من العلماء لتهذيب الأمة وتعليمها هذا أعظم ما قامت به فرنسا في أول القرن الثاني نحو أبنائها المسلمين الجزائريين الذين كانوا معها في جميع المواقف مواقف الحياة ومواقف الموت.
[فضل الصحافة العربية والفرنسية]
كانت الصحف الفرنسوية تتبع رحلتنا وتنشر الفصول عنها وتذكر الجمعية بكل تعظيم وتبجيل مثل ما كانت تفعله مع أكبر جمعية فرنسوية ورئيسها فبرهنت على أن الفكر العام الفرنسي يقدر للمسلمين مشاريعهم ويساعدهم عليها ويرد لهم الرقي والتقدم، وقد كانت الصحافة العربية النجاح والنور والمرصاد قامت بواجبها نحو قومها وملتها فلجميع الرصيفات الفرنسية والعربية شكر الأمة والوطن وشكر الجمعية والعلم. وإذا كانت ثم صحيفة واحدة شذت عن الجميع فإننا نقابلها بالمسامحة