للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصيحة والأسلوب المرسل في البيان. ثم أدخل مدرسة ابتدائية جميع التدريس فيها باللغة التركية فلم يقم فيها إلا سنة ثم في سنة ١٣٠٢ه دخل مدرسة الأستاذ حسين الجسر وكان هذا العملامة أنشأ مدرسته لتعليم علوم الدين واللغة العربية واللغات الأجنبية والعلوم الدنيوية على الطريقة العصرية مع التربية الإسلامية الوطنية، فتخرج في العلوم العربية والشرعية والعقلية على الأستاذ الجسر في مدة ثمان سنوات وكتب له شهادة العالمية.

وتشبع بروحه في ضرورة الجمع بين علوم الدين وعلوم الكون المادية والاجتماعية والعمرانية مع التربية الإسلامية لنهضة الأمة، وأخذ الحديث وفقه الشافعية عن شيخ الشيوخ العلامة محمود نشافة وحضر قليلاً من كتاب نيل الأوطار للشوكاني على العلامة الشيخ عبد الغني الرافعي واستفاد كثيراً من معاشرته في العلم والأدب والتصوف وتلقى بعض كتب الحديث على العالم المحدث الشيخ محمد القوقجي.

[الكتب التي خرجته]

شغف بكتاب الإحياء فطالعه كله وأعاد مطالعته فكان له الأثر الصالح في زهده وأخلاقه وإخلاصه في العلم وتقواه في العمل وكان طريقه منه في فهم الدين أنه دين روحاني أخروي فقط وأن إرشاد المسلمين محصور في (تصحيح عقائدهم ونهيهم عن المحرمات، وحثهم على الطاعات وتزهيدهم في الدنيا). ثم اتفق له في أثناء مدة طلبه للعلم- وهو يقلب أوراقاً علمية لأبيه- أن وجد عددين من جريدة العروة الوثقى التي كان يصدرها حكيم الشرق جمال الدين الأفغاني والأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده فقرأهما بشوق ولذة بعثاه على البحث عن بقية أعدادها فلما قرأ ما وجد منها المرة بعد المرة أحدثت فيه أثراً جديداً ونقلته من طور إلى طور وصار طريقه في فهم الإسلام أنه

<<  <  ج: ص:  >  >>