للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأجلب نفعا له، وسيد الوطن هو الأعمل والأنفع في سبيله. فالسيادة حظ العاملين على درجاتهم في الأعمال.

[المسلم]

هو المتدين بالإسلام. والإسلام عقائد وأعمال وأخلاق بها السعادة في الدارين. أما تحصيلها لسعادة الأخرى فما بها على أحد من خفاء.

وأما تحصيلها لسعادة الدنيا فقد صار في هذه العصور المتأخرة عند كثير من الناس مما يخفى، مع أن دعوته إلى تحصيل السعادة والسيادة في الدنيا في آيات القرآن العظيم كثيرة جداً.

فدعا إلى العلم بمثل قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} وللفلاحة بمثل قوله تعالى: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} وإلى الصناعة واتقانها بمثل قوله تعالى: {أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ} وإلى التجارة بمثل قوله تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ}، كما سمى العبادة ابتغاء من فضل الله. فقال تعالى: {وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا}.

وهو إلى هذا دين السلامة و "المسلم من سلم الناس من لسانه ويده" ودين المحبة "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" ودين الترقي بالعلم {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} ودين السيادة بالعدل، والسعادة بالإحسان {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ}.

[الجزائري]

إنما ينسب للوطن أفراده الذين ربطتهم ذكريات الماضي، ومصالح

<<  <  ج: ص:  >  >>