للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المعنى]

ان أكثر أهل مكة الذين حكم الله بعدم ايمانهم بلغوا من شدة الاعراض والعناد إلى حيث استوى عندهم الضدان الإنذار وعدم الإنذار، فمحقق منهم عدم الايمان ومأيوس من صدوره من ناحيتهم.

[تحذير]

يذكر الله تعالى حالة هؤلاء الذين استوى عندهم الشيء وضده، يحذرنا منها ومما يؤدي اليها من اهمال الفطرة وترك النظر، فان الإنسان انما يمتاز على بقية الحيوان بتمييزه بين الحقائق بالفطرة والفكرة، وإدراكه الفوارق ما بينها. فإذا سلب هذه المزية التحق بالعجماوات بل كانت العجماوات خيرا منه لبقاء فطرتها سليمة لإدراك ما فيها استعداد لإدراكه.

[تحذير الانذار للمنتفعين وتبشيرهم]

{إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} (١)

[المناسبة]

لما ذكر تعالى المأيوس من انتفاعهم بانذار النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- ذكر الذين ينتفعون به تأنيسا له بهم وتقوية له بظهور ثمرة انذاره فيهم.

[المفردات والتراكيب]

الذكر: القرآن، وهو من أسمائه التي تكررت في التنزيل،


(١) ٣٦/ ١١ يس.

<<  <  ج: ص:  >  >>