٢ - وأن الحالة التعيسة التي بلغت إليها الأمة الجزائرية- وقد اطلعتم أنتم عليها أكثر من غيركم- لا يمكن أبدا أن يستمر صبر الأمة الجزائرية عليها أكثر مما صبرت.
فالواجب- إذاً- هو إعطاء الأمة الجزائرية جميع الحقوق مع محافظتها على جميع مقوماتها.
هنا سألنا أحد أعضاء اللجنة من جماعة اليمين: إذاً فأنتم ترون أن فرنسا والجزائر شعبان اثنان؟ فأجبته بأننا نراهما كذلك، وهما في الواقع وبالطبع كذلك، ولا يمنع هذا من تعاونهما كأخوين لا كسيِّد وعبد.
[بروجي فيوليط والحالة الشخصية]
سألنا عن بروجي فيوليط فأجبته بأن بروجي فيوليط ما حاز القبول الذي حازه إلا لما فيه من التصريح بالمحافظة على الحالة الشخصية، مع أن ما فيه إنما هو نزر قليل جدا من الحقوق المطلوبة.
[رأينا في إلزام الحكومة المسلمين برفض الأحكام الشرعية]
سألنا الرئيس عن رأينا لو أن فرنسا أصدرت أمرا بطرح المسلمين الأحكام الشرعية لتعطيهم الحقوق الفرنسية، فإنهم فهموا من بعض الناس أن المسلمين يصبرون لذلك كما صبروا لقانون إلزامهم بالعسكرية. فأجبته بأن قياس أمر رفض الشريعة الإسلامية على أمر التجنيد الإلزامي، غلط فاحش وقياس مع الفارق. فإن المسلمين لما ألزموا بالجندية علموا أنهم مظلومون أفدح الظلم بتقديمهم للموت مع حرمانهم من حقوق الحياة، ولكنهم صبروا على ذلك لأمرين: الأول أنهم يشعرون ببقاء ذاتيتهم، والثاني أنهم يعتقدون أنه يأتي يوم يدرك فيه رجال من فرنسا فداحة هذا الظلم فيزيلونه بإعطائهم حقوق الحياة