كما علينا أن نتبع سبيل الرسول- عليه وآله الصلاة والسلام- التي جاء بها من عند الله- تعالى- وهي الإسلام كذلك علينا أن نتبع سبيله في القيام بشرائع الإسلام علماً وعملاً في أبواب العبادات وأحكام المعاملات، وفي تطبيق أصول الإسلام وفروعه على الحياة الخاصة والعامة، وهذه هي سنته التي كان عليها وكان عليها أصحابه وأهل القرن الثاني من التابعين وأهل القرن الثالث من أتباع التابعين، تلك القرون المشهود لها بالخيرية على غيرها بلسان المعصوم. وكما أن من عدل عن الإسلام ولم يسلك سبيله وقع في ضلال الكفر كذلك من لم يتخذ مع الرسول سبيل الإسلام يندم أشد الندم ويتحسر أعظم الحسرة على ما كان من تفريطه كذلك من لم يتخذ مع الرسول سبيل السنَّة إذ كل منهما قدظلم نفسه وفرط في سبيل نجاته. فالآية وإن كانت في الكافر والمشرك فهي تتناول بطريق الإعتبار أهل الأهواء والبدع، وبهذا كانت متناولة بوعظها وترهيبها جميع الخلق ممن لم يدخل في الإسلام أو دخل فيه، ولم يلتزم سنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم.
[تحذير]
عندما تتخلل محبة شخص من الناس قلبك وتمتزج بروحك ويستولي بسلطان مودته عليك تصير أقواله وأفعاله كلها عندك مرضية وعيوبه ونقائصه عنك محجوبة. فتمسي طوع بنانه ورهن إشارته، يوجهك حيث شاء، ويصرفك عما أراد. وهذه حالة من أخطر الأحوال عليك لأنك فيها قد سلبت تمييزك وخسرت إرادتك وصرت آلة في يد غيرك، فقد ترى الخير وتدعى إليه فيصرفك عنه، وقد ترى الشر وتحذر منه ويوقعك فيه، وهب هذا الخليل كان مخلصاً لك وحدباً عليك فإنه غير معصوم من الخطأ والضلال، أما إذا كان شريراً مفسداً فهنالك الهلاك المحقق والوبال الشديد، وقد ذكر لنا الله- تعالى- في