والطاقة. أو لموسعون ومبعدون بين أرجائها على احتمال أن يكون من السعة. وقدمت السماء لأنها الشاهد المحسوس الذي تقوم به الحُجة. وليقع البناء عليها مرتين على لفظها وعلى ضميرها لأن الأصل: وبنينا السماء بنيناها. لتحقيق أنها مبنية وأن بناءها لم يكن إلاَّ من الله القادر الحكيم. ولذلك علق بالفعل قوله بأيدٍ. والجملة الحالية تدل على ان الاتساع ثابت له عند البناء فذلك البناء العظيم لم ينقص من قدرته أو لم يمنع من توسيعه.
[المعنى]
ان هذه القبة التي أحاطت بكم من جميع الأرجاء نحن بنيناها بقدرتنا ذلك البناء المحكم المتقن، بنيناها ونحن على قوتنا وقدرتنا نقدر على بناء أعظم منها لو شئنا، أو، ونحن على قدرتنا وطاقتنا في افاضة الخيرات والبركات منها عليكم. - هذا على انه من الوسع- أو بنيناها وقد وسعنا أديمها حتى أحالت بهذه الأجرام السابحة التي منها ما لا يكون معه جرم الكرة الأرضية إلا كحمصة فوق مائدة كبيرة. - هذا على أنه من السعة-.
[تحقيق آية كونية من الآيات القرآنية]
السماء في اللغة هي كل ما علاك. فكل ما علا الأرض من سحب وطبقات هواء وكواكب تسبح في الفضاء، وما وراء ذلك من القبَّة المحيطة الكبرى هو للأرض سماء، وكل هذه متقنة الصنع محكمة الوضع متلاحمة الأجزاء، مرتبط بعضها ببعض ارتباطا مقدرا بالمسافات المدققة التي لا يكون معها تصادم ولا ارتخاء. ووضعها على هذه الصورة المنظمة المحكمة هو البناء وعليها كلها ينبغي ان يحمل لفظ السماء في الآية المتقدمة.
وقد جاء لفط السماء في القرآن مراداً به القبة المحيطة في مثل: