أعمالهم: سجودهم للشمس وغيره من أعمال كفرهم. فصدهم: صرفهم صرفا شديدا. السبيل: هو الطريق الوحيد المعهود للنجاة وهو توحيد الله. لا يهتدون: لا يكون منهم سلوك في طريق الحق والسداد.
جملة وجدتها مستأنفة للبيان جواباً على تقدير سؤال، فالكلام السابق بين حالتها من ناحية الدنيا فتشوقت نفس السامع إلى معرفة حالتها من ناحية الدين ..
عدم اهتدائهم مسبب عن صد الشيطان لهم، وصده مسبب عن تزييفه لأعمالهم لهم، هذا ما تفيده الفاء.
[المعنى]
وجدتهها وقومها مجوساً يعبدون الشمس فيسجدون لها ولايسجدون لله، وقد تمكن الشيطان منهم فحسن في أعينهم أعهمالهم فصرفهم عن عبادة الله وتوحيده مع ظهور الدلائل ووضوح الآيات فثبتوا على ضلالهم لا يكون منهم اهتداء لطريق النجاة الظاهر في حال من الأحوال.
[سلاح الشيطان وأصل الضلال]
محبة الإنسان نفسه غريزة من غرائزه، وهو محتاج إليها ليجلب لنفسه حاجتها ويدفع عنها ما يضر بها ويسعى في تكميلها. هذه هي الناحية النافعة والمفيدة من هذه الغريزة ولكنها من جهة أخرى هي مدخل من أعظم مداخل الشيطان على الإنسان فيحسن له أعماله وهو لمحبة نفسه يحب أعماله ويغتر بها فيذهب مع هواه في تلك الأعمال على غير هدى ولا بيان فيهلك هلاكاً بعيداً فاستحسان المرء لأعماله هو أصل ضلاله وتزيين الشيطان لتلك الأعمال هو أحد أسلحة الشيطان.
[الوقاية]
فعلى المرء ان يتهم نفسه في كل ما تدعوه إليه، وأن يزن جميع