هذه الأمة الجزائرية المرتبطة بك في السراء والضراء مدة قرن، وهي ما زالت تعرف بين الأمم بأنها أمة منحطة جاهلة، وقد خطبنا في الجموع الحاشدة وكتبنا في الصحف المنشرة، وما كانت دعوتنا في كل ما خطبنا وكتبنا إلا إلى العلم والتهذيب وتثقيف العقول وإتقان العمل كل والتعاون مع جميع السكان واحترام القوانين، ثم لم تكمل على تأسيس جمعيتنا سنتان حتى أصبحنا نلقى من الانتفاعيين الذين لا يعيشون إلا على الجهل ما نلقى من وشايات كاذبة تولد تقريرات باطلة، وتجرئ مثل هذا النائب على أن يقول ما قال. فإليك أيتها الحكومة العظيمة، نرفع احتجاجنا على هذا النائب المعتدي على كرامة العلتم، وهي كرامة الانسانية والعالم.
[إحتجاجنا إلى ممثل الحكومة في ذلك المجلس]
أيها الممثل المحترم، قد كان جديراً بمجلسكم الموقر أن ينزه عن توجيه المطاعن الكاذبة لجمعية علمية محترمة في غيبتها. فإذا كان هذا النائب المتقول قد اعتدى على جمعيتنا فقد اعتدى على مجلسكم العظيم، وإذا كنا نحتج عليه لديكم لاعتدائه علينا فإنا نحتج عليكم لديكم لعدم اسكاته ولسكوتكم عليه. فعسى أن لا يجد مثله في المستقبل فرصة أمام أمثالكم للطعن والافتراء. وحسب الحكام العادلين وحسبنا منهم إثبات الحجة وتطبيق القانون، وذلك ما نرجو ونتحقق أنه من ممثلي فرنسا العظام سيكون، ولا نزال نسعى في خطتنا المستقيمة إلى غايتنا الشريفة واثقين مطمئنين وحسبنا الله ونعم الوكييل (١).
عن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
الرئيس: عبد الحميد بن باديس
(١) الشريعة: العدد ٦ السنة الأولى، قسنطينة يوم الاثنين ٢٩ ربيع الثاني ١٣٥٢هـ الموافق ٢١ أوت ١٩٣٣م.