للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني قوله تعالى: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} والمراد هنا اتباعه في ملته وملكه وسلطانه. ومنه قول الأعشي:

فَكَذَّبُوهَا بِمَا قَالَتْ فَصَبَّحَهُمْ ... ذُو آلِ حَسَّانَ يُزْجِي السَّمَّ والسَّلَعَا

قال في "اللسان" يعنى جيش تبع.

وفسر هنا بجميع أمته ممن آمن به، وإليه ذهب مالك، قال النووي: وهو اختيار الأزهري وغيره من المحققين.

[وفسر بقرابته]

وفسر بأهل بيته- صلى الله عليه وآله وسلم- أزواجه وذريته. وتحقيق هذه المسألة أن لفظة "آل" أصله أول من مادة- ا- و-ل- وقد ثبت تصغيره على أويل فرد التصغير ألفه إلى الواو أصلها فعرفت بذلك مادته المذكورة.

وزعم بعضهم أن أصله أهل وادعوا أنه صغر على أهيل. ولا حجة لهم في ذلك لأننا نسلم مجيء أهيل عن العرب وتمنع أن يكون تصغيرا لآل بل هو تصغير لأهل. وكونه تصغيرا لأهل ظاهر ملفوظ وكونه تصغيرا لآل دعوى لا دليل عليها. وما كان في نفسه دعوى بلا دليل لا يصلح أن يكون دليلا لدعوى أخرى فلم يقم حينئذ دليل على أن آل أصله أهل يعارض الدليل الذي قام على أن أصله أول.

وإذا ثبت أن آل من مادة- ا- و-ل-، وهي بمعنى الرجوع- تقول آل إلى خير بمعنى رجع إلى خير- فئال الشيء هو ما يرجع إلى ذلك الشيء وينتهي إليه بوجه من الوجوه. وعلى هذا جاء استعماله في كلام العرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>