بيت المهلب من أكبر البيوت التي استقامت عليها دعائم ملك بني أمية، والمهلب هو الذي قطع دابر الخوارج عليهم بالعراق بعد ما كان قد أعياهم أمرهم. حتى قال الحجاج للمهلب- لما قدم عليه بعد الظفر وقد أجلسه معه وبالغ في إكرامه-: "يا أهل العراق أنتم عبيد المهلب". ولما قدم قدمته هذه ولى ابنه يزيد كرمان، ثم كانت ولايته على خراسان وفتح في خلافة سليمان بن عبد الملك دهستان وجرجان وطبرستان. ولما ولي الخلافة عمر بن عبد العزيز سجنه وطالبه بأموال كان كاتب عليها سليمان فأنكرها ومكث في السجن حتى هرب منه قبل وفاة عمر بقليل خوفا من أن يقع في يد يزيد بن عبد الملك ولي عهد عمر وكان يزيد أيام ولايته قد عذب آل أبي عقيل أصهار يزيد لأنه كان متزوجا ببنت أخي الحجاج. فقصد البصرة وبدأ فتنته منها وكان من نهاية أمره ما قصه ابن أبي الحديد فيما يلي:
ــ
ومن أباة الضيم يزيد بن الهلب كان يزيد بن عبد الملك ينشؤه قبل خلافته لأسباب ليس هذا موضع ذكرها، فلما أفضت إليه الخلافة وخلعه يزبد بن المهلب ونزع يده من طاعته وعلم أنه إن ظفر به قتله وناله من الهوان ما القتل دونه فدخل البصرة وملكها عنوة وحبس عدي بن أرطاة عامل يزيد بن عبد الملك عليها فسرح إليه يزيد بن عبد الملك جيشاً كثيفاً يشتمل على ثمانين ألفاً من أهل الشام والجزيرة