للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في إذايتها العظائم فأشاعوا عنها كل إشاعة شنيعة ورموها بكل نقيصة ورذيلة حتى قالوا أنها جمعية تنكر البعث والنشور دع ما هو دون ذلك، ولكننا كنا- والحمد لله- لا نفرغ من الدرس العام حتى تنحل عقد الشيطان كلها ويقول الناس بلسان قالهم أو حالهم: {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}.

[الأسئلة والأجوبة]

أكثر ما سئلنا عنه بوجه عام هو التصوف والولاية والكرامة والتوسل فكنا نجيب بأن ما كان من باب تزكية النفس وتقويم الأخلاق والتحقق بالعبادة والإخلاص فيها فهو التصوف المقبول وكلام أئمته فيه ككلام سائر أئمة الإسلام في علوم الإسلام لا بد من بنائه على الدلائل الصحيحة من الكتاب والسنة ولا بد من الرجوع عند التنازع فيه إليهما وكنت أذكر ما يوافق هذا من كلام أئمة الزهد المتقدمين كالجنيد وأضرابه، وكنا نجيب بأن الولاية من الإيمان فأكمل الناس إيماناً أكملهم ولاية وأن الكرامة حق بحقيقتها وشروطها المذكورة في كتب الأئمة وأن تحققها هو التوقف على وجود الصلاح الشرعي فيمن ظهرت على يده لا أن تحقيق الصلاح متوقف عليها وكنا نجيب بأن الدعاء هو العبادة وأنه مخ العبادة كما جاء في الحديث الأول عند أصحاب السنن وأحمد من حديث النعمان بن بشير والثاني عند الترمذي من حديث أنس وكل عبادة لا تكون إلا لله فالدعاء لا يكون إلا لله فلا يدعى غير الله ولا يدعى أحد مع الله ولكن يجوز أن تدعو الله وتتوسل إليه برسول الله عليه وآله الصلاة والسلام كما في حديث الأعمى الذي كنا كتبنا عليه في جزء مضى من الشهاب.

[طريفتان في الموضوع]

الأولى: من العجيب أن بعض أهل العلم أبى أن يسلم أن الدعاء

<<  <  ج: ص:  >  >>