للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والولاية" فلما رأيت الزمان بأهله تعثر وسفائن النجاة من أمواج البدع تتكسر وسحائب الجهل قد أضلت وأسواق العلم قد كسدت واضمحلت فصار الجاهل رئيسا والعالم في منزله يدعي من أجلها خسيسا وصاحب أهل الطريقة، قد أصبح وأعلام الزندقة على رأسه لائحة، وروائح السلب والطرد من المولى عليه لائحة، تمسكوا من دنياهم بمناصب شرعية، وحالات كانت قدما للسادات الصوفية، فأوهموا العامة بأسماء ذهبت مسمياتها وأوصاف تلاشت أهلها منذ زمان وأعصار لبسوا باتنحالهم لها على أهل العصر أنهم من أهلها- وربما صارت الطائفة البدعية مقطعا للحقوق وقسما يقسم بهم في البر والعقوق- أعلنوا بأن سوابق الأقدار منوطة بإرادتهم وتأثيرات الأكوان صادرة عن اختيارهم فزادت بهم العامة شغبا إلى شغبهم وتشويشا دخل في قلوبهم واتخذت أتباعهم ألقابا باسم الشيخوخة، وزاد في إفصاج أحوالهم والحمل على بثها وإبدائها ما أحدثوه من أن من مات منهم بنوا عليه وشيدوا بناءات وجعلوا عليهم قبابا من العود وألواحا منقوشة بأسمائهم وما اختاروا من ألقاب التي لا تصلح لهم، وهي من أوصاف ساداتنا العلماء والعاملين والصلحاء الفاضلين وصيروا ذلك لغابر الدهر بحيث أنهم لبسوا على العامة في الحياة وعلى من سيكون بعد الممات".

[إنكار الشيخ مصطفى لعروسي، من أهل القرن الثالث عشر]

هذا العالم هو محشي شيخ الإسلام زكرياء شارح الرسالة القشيرية قال- بنقل الأستاذ الميلي في تاريخ الجزائر (٢: ٢٦٣) -: "إني بذلا للنصيحة أحذرك من متابعة مشايخ هذا الوقت ممن لا يثمر الاجتماع بهم خلاف المقت إذ هم قطاع طريق الله على عباده وأعداء الأولياء الداعين إلى سبيل رشاده حيث لا همة لهم إلا جمع العرض

<<  <  ج: ص:  >  >>