الفاني ولا سعي لهم إلا في تجريد القاصي والداني أزاحهم الله من جميع البلاد وأراح منهم الدواب والعباد ... فعليك يا أخي في مثل هذا الوقت بخاصة نفسك وتباعد عمن بهم تزيد قاذورات رجسك وتابع هدى سيد المرسلين وإمام كل النبيين- والمرسلين فكافيك التمسك بالقرآن والتمسك على طريق سيد ولد عدنان ولا تغرنك - لو فرض- خوارق العادات فإنها كما تكون للكرامة توجد لقصد الإهانة. فهذه وصيتي إليك قد ذكرتها شفقة عليك دعاني لذكرها رعاية المقام فتقبلها مني وعليك السلام".
بان بهذا لمن عرف وأنصف أن الحق لم يعدم أنصارا في سائر الأزمان وأن الأرض لا تخلو من قائم لله بحجة على مرِّ الأيام وأن الطائفة القائمة على الحق التي تحيي من سنة النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- ما أمات الناس لن تزول من على وجه الأرض ولا تزال ظاهرة لا يضرها من خالفها أو خذلها حتى يأتي أمر الله والحمد لله رب العالمين (١).
عبد الحميد بن باديس
(١) السنة، السنة الأولى، العدد ٤، ألاثنين ٦ محرم الحرام ١٣٥٢هـ - ص ١