للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلى لها جامع هو رمال وحجارة مكدسة على قطعة أرض منذ سنوات حالت أدواء الفرقة بين القوم وبين المبادرة في بنائه. وهو اليوم في عهدة رئيس جمعية الجامع السيد معمر بن غراب النائب المالي لقسم- البيضاء تبسة خنشلة- وفقه الله إلى تنجيز بنائه فهو أفضل أعماله.

تلقاني للمحطة السيد بلقاسم الزغداني التلميذ بجامع الزيتونة ضيفا في دار أبيه السيد محمد الطاهر أحد أعيان الحراكتة وفضلائهم وذوي الدين ومحبة العلم والتعليم منهم. وتغذيت من الغد عند القائد السيد الباشا من آل بني حسين أعيان "الخنقة" بيت مجد قديم يروون عن أوائلهم اتصال نسبهم ببني أمية والقائد يمثل بأخلاقه وسيرته المجمع على حسنها وامتيازها- ما يصدق ذلك المجد وينميه.

صادفت بهاته القرية افتتانا برجل جريدي ذى لباس وسخ مستقذر زعموا أنه يحدثهم عن ماضيهم وسوابقهم وأنه كان بقسنطينة معظما عند أعيانها وحُكامها وأنه من الأولياء الصالحين وأنه ... وأنه ... فألقيت على من حضر العشاء في بيت السيد الزغداني من القياد والأعيان درسا في بيان معنى الولي وأنه لا يكون إلا مؤمنا تقيا وأن حظ كل أحد من ولاية الله على قدر حظه من الإيمان والتقوى وأن الأخبار عن الماضي من عمل الكهان وهم ملعونون ملعون من يأتيهم. وفارقت القرية والرجل فيها. فلما بلغت إلى قرية أخرى كبيرة وجدت أخباره فيها عما سلبه من أموالهم بالدجل عليهم وهم يعضون أصابع الندم على ما كان من غفلتهم وغرورهم- حاشا بعضهم- به. وصفة هذا الدجال أنه أسمر اللون مربوع القامة عريض الأكتاف قذر الثياب لهجته جريدية، فليكن الناس منه ومن مثله على حذر.

[عين البيضاء]

عاصمة الحراكتة ومركز تجارتهم. حللتها ضيفاً على الأديب السيد

<<  <  ج: ص:  >  >>