للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"وشيء آخر" أن عرضوا بأن "الشهاب" يراعي الإباضيين لأجل اشتراكاتهم فأجبتهم بأننا دعاة إصلاح واتحاد بين المسلمين على اختلاف مذاهبهم وإننا ندين- قولا وعملا واعتقادا- بقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} حسب جهدنا وطاقتنا، ونستغفر الله تعالى مما يكون منا في ذلك من تقصير. وأما اشتراكات الإباضيين التي عرضوا بها فإنها لا تتجاوز الثلاثين، وأن "الشهاب" لو كان يراعي الخواطر في سبيل المال لكان له وفر ولكنه- علم الله والناس- أنه ليس كذلك وإننا لو كنا نريد المال لكان لنا- بحمد الله- فيما قسمه الله لنا من فضله لأسرتنا فوق الكفاية أو لكان لنا في أبواب التجارة والفلاحة المعرضة لنا- بإذن الله- أسباب إليه متينة ونعوذ بالله من تعريض سيِّء يؤدينا إلى مثل هذا الكلام.

واليوم- وقد اتفق الجانبان على إنكار سكوتنا وحمل الحنق علينا وسوء الظن فينا- فإننا نقول كلمتنا للحق والنصفة غير منحازين بها إلى إحدى الفئتين بالغة ما بلغت في إرضاء من رضي وإسخاط من سخط حيث كنا نعتقد أننا أرضينا بها- الحق والوجدان فنقول:

قد ثبت عندنا أن بعض الإباضية بغرداية منذ زمان بعيد بنى مسجدا وجعل له مأذنة واحدث فيه أذانا ثانيا فاتفقت كلمة جماعة الإباضيين على منعه وهدم مأذنته. فعلمنا بهذا أن الإباضية لم يمنعوا مالكية غرداية من الأذان تعصبا عليهم لأنهم مالكية- كيف وقد منعوا قبل ذلك الإباضية مثلهم وهدموا الصومعة- وإنما منعوهم لأنهم يرون الاكتفاء في البلد بأذان واحد.

فنحن بهذا قد برأنا الإباضية من تعصبهم على المالكية لأنهم مالكية. ولكننا من ناحية أخرى نرى أنه حق عليهم أن يرجعوا في

<<  <  ج: ص:  >  >>