فكان أعضاء اللجنة من جراء ذلك لا يستطيعون أن يخوضوا في مختلف المسائل المعروضة عليهم، والتي يتطلب الكثير منها معرفة فنية عميقة.
لقد استلفت أنظارنا أخيرا خوض هذه اللجنة في مسألة "الترشيد" كما كانت من قبل خاضت في شأنها أثناء جلساتها الأولى، وهذه المسألة علمية فقهية بحتة، يجب لحلها تضلع في الفقه وتعمق في دراسة الكتب الدينية والقوانين الدينية المختلفة مما وضع في استامبول والبلاد المصرية وغيرها.
فإلى جانب بعض المستشرقين الذين يحضرون اللجنة والذين لا ننكر عميق اطلاعهم وسعة معلوماتهم، نجد بعض أعيان الباشاغاوات، ولا نطعن فيهم إذا قلنا أنهم ليسوا بأصحاب معلومات فقهية، ونجد بعض الدكاترة وليسوا من أصحاب الموطأ ولا من قراء سحنون، ونجد غيرهم ممن توفرت فيهم بعض شروط سياسية أو اقتصادية، إلا أنهم لا يستطيعون الخوض أي خوض في أي مسألة دينية مهما قل أمرها وصغر شأنها. فهذه المسألة الدينية إذا استثنينا شخص الشيخ ابن الساسي قاضي قسنطينة لا نجد من يستطيع أن يقول فيها كلمة.
ونحن اليوم في ساعة بناء وترميم، ولا نريد أن نترك مثل هذه المسائل مهملة فتعتقد فرنسا أنها عملت ما يجب عمله، ويقول لها بعض المتكلمين "باسم الأمة الإسلامية" إنها قد عملت حقا في هذا الباب ما يجب أن يعمل، في الوقت الذي نعتقد نحن فيه أن ما عملته إنما هو عديم الفائدة وقليل الجدوى.
نرى نحن أن إصلاح هذه اللجنة أمر واجب وسريع، ونرى أنه إصلاح سهل ميسور. فلكي تمثل هذه اللجنة كل طبقات الأمة، ولكي تستطيع الخوض في جميع المشاكل المعروضة على أنظارها، وتقدم للحكومة إرشادات صائبة يمكن أن تكون أساسا لأعمال موفقة، يجب أن تشمل: