ومن الاعوجاج إلى الاستقامة. ومن الشقاوة إلى السعادة، ومن النقص إلى الكمال، وقد بين تعالى على لسان رسوله- صلى الله عليه وآله وسلم- أن طرق العلم هي طرق الجنة فمن سلك طريق هذا سهل له طريق ذاك. وبين أنَّ من دلَّ على مثل هذا الخير- بقوله أو عمله- فهو كمن فعله. وبين أن المعينين لإخوانهم في الخير يعينهم الله ومن أعانته لهم تيسير ذلك الخير عليهم إلى مثله من الخيري {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} ومن إعانته لهم التعويض عليهم عما أنفقوا بالعطاء المضاعف الكثير {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً}{وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}.
أيها الشعب المسلم الجزائري الكريم
أما أبناؤك الشبان حملة القرآن فقد هبوا هبة رجل واحد لطلب العلم والتفقه في الدين، يحملون الإيمان في قلوبهم والقرآن العظيم في صدورهم، والروح الجزائرية المسلمة في لحومهم ودمائهم لا يقصدون إلا أن يتعلَّموا فيعلِّموا ويتفقَّهوا فيفقِّهوا، ولا يرجون من ذلك إلا رضا الله ونفع عباده.
وقد جاء منهم هذا العام إلى الجامع الأخضر بقسنطينة ما يناهز الثلاثمائة من جميع جهات القطر وذهب نحوهم- وأكثره من تلامذة الجامع الأخضر- إلى تونس.
وأما هذا العبد العاجز فإنه بفضل الله ثم بفضل كل معين في الخير، قد تقبل هؤلاء الكرام الوافدين والأبطال المتجردين وأقام لهم- مثل السنوات الماضية- ما يلزمهم من دروسهم وما استطاع