منه أحدا، وما فتحنا هذه المدرسة إلا لخدمة العلم وأهله، وتربية النشء وتثقيفه، وللجمعية نيات أخرى تنوي أن تقوم بها في المستقبل إن شاء الله. تنوي أن تبعث البعثات العلمية إلى الخارج، وتسعى جهدها في تحقيق ما ينص عليه قانونها الأساسي من تأسيس المصانع والملاجىء والمحلات العامة.
هذه لمحة مختصرة خاطفة ذكرتها لكم عن تاريخكم وتاريخ نهضتكم الجليلة أيها الإخوان، وأخيراً أشكركم وأشكر الله الذي هداكم، وأشكر كل من سعى في تحقيق أمنيتنا من رجال ونساء، كما أشكر القائمين من رجال الجمعية والمباشرين العمل والتعليم كما لا أنسى الحكيمين الإنسانيين (كتوار) و (عنالي) والسيدتين (مدام سبانو) و (مدام دوره) وأشكر الآنسة زريزر وهي فتاة مسلمة جزائربة أدت خدمات جليلة إلى الجمعية، أشكرهم جميعهم على ما قاموا به من جلائل الأعمال. ثم بعد هذا العرض السريع أرجو أن تذكروا دائما أن الهيأة القديمة في ظرف سنوات قامت بأعمال كبرى وأتمنى على الله أن لا تأتي المقبلة إلا وقد أسستم مصنعا للأعمال، أو ملجأ للأيتام، وأن مجلسا موفقا مثل مجلسكم هذا أوجد هذه الأعمال، لجدير من يخلفه بأن يوجد في القريب العاجل أكثر منها.
إنني ابتدأت حديثي بالثقة بالله والاعتماد على النفس وأختمه بهما، فثقوا بأنفسكم وثقوا بالله، واعتمدوا عليه وعلى أنفسكم واعملوا وكونوا خير خلف لخير سلف.
نقله من القاء الرئيس محمد الغسيري، ومحمد الصالح رمضان
البصائر: السنة ٤، عدد ١٧١ قسنطينه يوم الجمعة ٥ جمادى الأولى ١٣٥٨هـ الموافق ليوم ٢٢ جوان ١٩٣٩م، الصفحة ٥، العمود: نصف الأول، والثانى والثالث والرابع من صفحة ٦.