للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم يرميها بنصب الحيل لجلب الأموال وقد علم الناس ضبط حساب الجمعية الدقيق بما يتلوه في اجتماعاتها العمومية أمين ماليتها وينشره على الناس.

ثم يرميها بنشر الشحناء، وكيف هذا وكلمات الجمعية التي كانت وفودها تلقيها على الناس وتلقنهم إياها هي: تعلموا، تحابوا، تسامحوا. وإذا كانت هذه الكلمات تثير الشحناء والعداوة في القلوب المريضة التي لم تألف سماع هذه الكلمات ولم تخلق للاتصاف بها فماذا تملك الجمعية لها.

ثم يقول عن الجمعية: "خالطت الطوائف الانتخابية"، وماذا يعني هذا الجاهل بالطوائف الانتخابية؟ ولو كانت في الأمة طوائف انتخابية تسير على برامج منظمة لما كان مثله نائبا يهذي هذا الهذيان! لكن لعله يعني شخصا أو شخصين من النواب العماليين الذين أنطقهم شرفهم وغيرتهم بما يعلمونه عن الجمعية من خدمة الحق والخير، وهؤلاء لم يكن بينهم وبين بعض رجال الجمعية إلاَّ معرفة شخصية ليست أكثر من المعرفة الشخصية التي بين هذا النائب الجهول وبين بعض رجال الجمعية الذين في قسمه. والجمعية نفسها لا خلطة لها، لا بهذا ولا بذالك، ثم كان ماذا لو أن الجمعية اعتمدت على أهل الصدق والشرف والغيرة لترد بهم كيد مثلك يا مسكين؟ فينكر على جمعية سلمية أن تتقوى بالأحرار الصادقين- والنواحي القوية لا تتنزه عن التقوي عند الحاجة بالعبيد الكاذبين؟ إلا أن الجمعية جمعية علم وتهذيب، فهي تتأيد بأهل العلم والتهذيب، جزائريين وفرنسيين، مسلمين وغير مسلمين، وتمقت وتتبرأ من الجهل والوحشية من أي ملة وجنس.

ثم يرمي الجمعية بأنها تنشر المذهب الوهابي، أفتعد الدعوة إلى الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة وطرح البدع والضلالات

<<  <  ج: ص:  >  >>