في المشاكل المشتركة التي تهم سياسة فرنسا الاستعمارية لكي تتوحد تلك السياسة وتسير في خطة متماثلة بكل الأقطار التي يخفق على أرضها العلم الذي يقولون أنه يمثل بأحمره وأبيضه وأزرقه الحرية والأخوة والمساواة.
فلتحريش أعضاء هذه اللجنة، ولحملهم على سلوك سياسة الشدة والعنف والجبروت مع الرجال الذين دانوا بطاعة فرنسا ما يزيد عن القرن، وسقطوا في كل ميادين القتال ألوفا مؤلفة حول رايتها، ولأجل غايتها، ولتشويه الحقائق والباس الحوادث غير لباسها الطبيعي، كتبت الطان مقالها المأسوف له والمتحسر عليه، ونشرته في عددها الصادر يوم ٢٠ فيفري السالف.
فهي تقول وأنف الحقيقة راغم: أن المهيجين الذين هدأ فورانهم أثر زيارة مسيو ريني قد عادوا فجأة إلى ميدان الإثارة، ومن الممكن أن يقودوا الأمة إلى فاجعة كفاجعة قسنطينة المؤلمة.
فالدكتور ابن جلول يتهم كي جريدته (الانطانت) الإدارة الفرنسية بأنها تريد أن تغمر الجزائر في ميدان النار والدماء.
ويؤيده في هذا الطريق ابن باديس والطيب العقبي وهما على رأس جمعية العلماء التي لمت في نادي الترقي شمل الذين اتفقوا على نسف نفوذ فرنسا باستعمال شتى الطرق. وفي كل مكان نجد نشاط دعاة المذهب الوهابي وأعوان الجامعة العربية الذين يدينون بفكرة شكيب أرسلان، والذين يتلقون تعاليمه من لوزان على طريق القاهرة. ومن أهم مطالبهم حرية الوعظ في المساجد وحرية التعليم بدون مراقبة.
فمن ناحية يقع الحث على عدم دفع الضرائب. ومن ناحية أخرى تجمع الأموال الطائلة لشراء الديار زعم أنها تستعمل مراكر دينية، وأنها في الحقيقة تستعمل مركزا لتهذيب الناشئة تهذيبا إصلاحيا متعصبا.