للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحكومة وأذنابها وكيد الاستعمار وجرائده، ولن تزال ثم لن تزال.

ولقد ولدت الأيام الجارية والظروف الحاضرة مقاومين جددا ينطحون صخرتها برؤوسهم الحاسرة وينحتون أثلتها بأظافرهم المتآكلة ويضربون على نغمات من تقدمهم من أعداء الأمة والجمعية ويخدمون عن علم أو عن غير علم، مقاصد من يحاربون في الجمعية روح الإسلام والعروبة، فهنالك في عمالة قسنطينة وهنا بعمالة الجزائر من يعملون لرفع أنفسهم بالحط من الجمعية ويموهون على الأمة بما يقولونه عليها وعلى رجالها فمرة يربطون الجمعية بحزب من الأحزاب الأجنبية، والجمعية لا تنتمي لحزب ولا تعادي حزبا إلا من حارب الإسلام والعروبة فإنها تكون عليه- كائنا من كان- بلاء وحربا، ومرة يصمونها بالتدخل في السياسة والجمعية ما تدخلت في سياسة الكراسي والنيابات والمكاتب والممرات ... وإنما وقفت الجمعية في مؤتمر الأمة تضع مطالب الدين واللغة وشروط المحافظة على الجنسية والشخصية. ومثلت ذلك كله بلسانها وهيئتها أصدق تمثيل.

يا هؤلاء! ... إن الجمعية ليست عاجزة عن مقاومتكم وإظهار خطئكم وكشف باطلكم. ولكنها تعلم ما تحتاج إليه الأمة اليوم من اجتماع الكلمة وعدم الفرقة وتوحيد الصفوف، فلهذا تركتكم وتترككم راجية لكم أن تدركوا حقيقة الموقف فتعملوا بما يقتضيه.

أيها الشعب الجزائري الكريم! ...

قد بينت لك جمعيتك حقيقة الموقف وحرجه، وكشفت لك شيئا مما تعانيه أنت وتعانيه هي من الأقرباء والبعداء وهي تدعوك إلى التبصر والتثبت والاتحاد والتجمع والتنبه والتيقظ، وتحثك على الاعتماد على الله وحده، ثم على نفسك والصادقين من أبنائك، وما الصادقون إلا الذين يحافظون بأقوالهم وأعمالهم ومواقفهم على إسلامك وعروبتك

<<  <  ج: ص:  >  >>