يكاد يعم، ولا نتردد في أنه قد آن أوانه ودقت ساعته ...
ماذا تريد فرنسا من مماطلتنا!
لقد أعلن شاعرنا القومي جواب هذا السؤال في قصيدته التي نشرناها في الجزء الماضي حيث قال:
ولعل من نظم السيا ... سة أن نغش وأن نغر
ولعل منها أن يدس ... لنا ونجذب للحفر
ولعل منها أن يبسس ... لنا لنحلب كالبقر
ولعل منها أن نما ... طل كي يساورنا الفجر
كذب رأي السياسة وساء فألها، كلا والله لا تسلمنا المماطلة إلى الضجر الذي يقعدنا عن العمل، وإنما تدفعنا إلى اليأس الذي يدفعنا إلى المغامرة والتضحية.
أيها الشعب الجزائري! أيها الشعب المسلم! أيها الشعب العربي الأبي! حذار من الذين يمنونك ويخدعونك، حذار من الذين ينومونك ويخدرونك، حذار من الذين يأتونك بوحي من غير نفسك وضميرك، ومن غير تاريخك وقوميتك، ومن غير دينك وملتك وأبطال دينك وملتك.
استوح الإسلام ثم استوح تاريخك ثم استوح قلبك.
اعتمد على الله ثم على نفسك، وسلام الله عليك.
عبد الحميد بن باديس
(١) ش: ج ٦، م ١٣، ص ٢٧٢ - ٢٧٣ غرة جمادى الثانية ١٣٥٦ه - أوت ١٩٣٧م.