للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وثانيا- أن الشيوعية الفرنسية، وإن فسحت لها الواجهة الشعبية المجال، فإنها لم تستطع ولن تستطيع أن تتمكن من أوساط شعبنا أو تحوز أكثر مما حازته من النزر اليسير جدا من أطرافه، ما دام الشعب يعتقد أن مبادئها الأساسية لا يتفق كثيرا منها مع الإسلام. هذا رغم ما يبديه رجالها مما يستحقون عليه الشكر من العطف على ضعفنا ومقاومة الظالمين لنا، لكن الشكر والاعتراف بالجميل شيء والتأثر بالمبادئ والانقياد للحزب شيء آخر.

وثالثا- أن الاتحاد الإسلامي والوحدة العربية بالمعنى الروحي والمعنى الأدبي والمعنى الأخوي هما موجودان، تزول الجبال ولا يزولان، بل هما في ازدياد دائم بقدر ما يشاهد الناس من عمل في الغرب ضد العروبة والإسلام. وأما بالمعنى السياسي والمعنى العملي فلا وجود إلى اليوم لهما.

وأما العلاج فقد كادت كلمة القوم تتفق على أنه الضغط والإرهاق واستعمال القوة والشدة ..

وماذا نقول نحن في هذا العلاج؟

نقول- بالصدق والصراحة اللذين تعرفهما منا الدوائر الحكومية- أنه علاج قد يسكن الشعب شيئاً ما، حيناً ما، ولكنه يزرع في القلوب بغضا وحقداً ويملأ الصدور ثورة وحماسا، وما مآل ذلك- بطبيعة الامتلاء وطول الزمان- إلاَّ الانفجار، ولا يدري إلا الله على من تكون عواقب ذلك الانفجار.

هذا ما يفكره الساسة في الداء والعلاج وقد زيفناه.

أما نحن- ونحن أعرف بأنفسنا- فإننا نتيقن أن هذه الأمم الإسلامية العربية استيقظت من سباتها وهبت للنهوض من كبوتها،

<<  <  ج: ص:  >  >>