فجلينا بكلمتنا هذه الحقيقة مكشوفة في وضح النهار، وقطعنا الطريق على كل متقول بالباطل وأرحنا كل باحث ومتردد من بحثه وتردده.
وإلى ذلك فإننا لم نكن خياليين ننكر الواقع ونكابر في المحسوس فقد ختمنا كلمتنا بإشراف الوالي العام وتعيينه من الدولة الفرنسوية.
حقا لقد أثرت كلمتنا الصريحة أثرها وبلغت حيث أردنا أن تبلغ، فمن يوم قلناها إلى اليوم ما زال يتردد صداها في الصحافة الفرنسبة وفي المجالس وفي المؤتمرات، ومن أظهر مظاهر ذلك قيام م. فرسينانق بها في مجلس الشيوخ في السنة الماضية، وإعادتها في المؤتمر الراديكالي المنعقد أخيرا. كل ذلك يحاولون به الاحتجاج بها- وهم يعلمون أنها عبرت حقاً عن حقيقة الأمة الجزائرية وعقليتها- على منع الأمة الجزائرية من نيل حقوقها.
لقد أخطأتم خطأً بعيداً أيها السادة!
إن الأمة الجزائرية تطالب فرنسا بحقوقها لما دفعته من ثمن من دم أبنائها ولمواقفها الصادقة مع فرانسا في أيام شدتها ولما هي قائمة به لفرانسا من كل ما حمل عليها. وهذا حق لا يستطيع أن ينكره أحد يحترم نفسه ويقدر عواقب التاريخ قدرها.
فأما أن تبذل الأمة الجزائرية في نيل تلك الحقوق شيئا من كيانها فهذا ما لا يخطر ببالها ولا يستطيع أحد ممن يتولى شيئا من أمورها من أبنائها أن يعرضه عليها ولو حاول أحد ذلك لنبذته نبذ النواة والحذاء المرقع كما نبذت من نبذت.