للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدينية على الأمة في أماكن لا تتناسب مع حرمة الدين، ولا مع شرف الجمعية وقدر الأمة وسمعة الحكومة ومبدئها- كل ذلك ومساجد الأمة موجودة، ولكنها مغلقة في وجهها ووجه علمائها.

فرأى المجلس بهذه المناسبة أن يلفت نظركم إلى أن أمد الانتظار قد طال، وأن يذكركم باعترافكم الرسمي لوفده بحقية مطالبه، ورأى نفسه مضطرا إلى مصارحتكم بأن الثقة التي وضعها المجلس الإداري في جنابكم، لم تقابل بما يكافئها من النتائج في نظر الجمعية والأمة معا، وأن الرأي العام قوى شعوره بأن المفاهمة طال أمدها ولم تأت بنتيجة تحققها. فالمساجد لا تزال مغلقة في وجوه علماء الأمة، والتضييق على التعليم العربي الحر لم يزل على شدته لم يتبدل في قليل ولا كثير، ورجال الجمعية الذين هم- في الواقع- دعاة خير ورحمة، وحملة أمان وسلام، ووسائل تربية وتهذيب، لم يزالوا محفوفين بالشكوك والريب في دوائرهم الخاصة ولا تزال تنبعث من بعض الجهات الإدارية إيعازات التحريض بهم، والتخويف منهم ومحاولات تصويرهم بغير حقيقتهم.

والمجلس الإداري لجمعية العلماء لا يعرف الفرق بين جهة من الإدارة وبين جهة أخرى ولا يعتقد إلا أن تلك الجهات بعضها من بعضها، ولا يفهم معنى للمفاهمة بالحسنى مع بقاء الحالة على ما وصفنا وبعد أن حكم الزمان حكمه وأقام الأدلة على أن باطن هذه الجمعية كظاهرها.

ولتعلم- يا جناب المدير- أننا لا نطلب فتح المساجد لنتخذها بيوت سكنى، أو نستعملها في مصالحنا الخاصة، أو لنحتكرها لدروسنا، وإنما نطلبها للأمة لتنتفع بها في فرض ديني هو أحد المقاصد التي أسست لأجلها وهو أن تتعلم أمور دينها على علمائها في مساجدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>