بالمسجد، وما أسست المساجد إلا لذكر الله وجمع المسلمين على صلواتهم ودروسهم ومصالحهم.
ففي هذا- إن شاء الله تعالى- الأجر الكثير، والنفع الغزير في الدنيا والدين.
...
قد تواترت الأخبار المشرقية بما يقاسيه سكان المدينة المنورة من جهد ومشقة واحتياج. فنحن ندعو إخواننا وفد الله إلى اغتنام هذه الفرصة العظيمة والمبرة الكريمة بالإحسان إلى سكان طيبة الطيبة وجيران سيد المرسلين- صلى الله وسلم عليه وعليهم وآله كل أجمعين- وعمار حرمه الأمين ومسجده الكريم، وغذا وفقوا- وهم موفقون إن شاء الله- إلى استبدال هذا الإنفاق المشكور المبرور بذلك التبذير المذموم الموزور، استجمعوا الخير من طرفيه، وحصلوا الأجر بسببيه، فعل ما أمروا به وترك ما نهوا عنه ورضي الله عنهم- إن شاء الله- ورضوا عنه.
...
هذه نصيحتنا إليكم- إخواننا- جعلها الله سبب الأجر والمثوبة لكم ولنا. وإن الجمعية عازمة- بإذن الله- في الأعوام القابلة على إيفاد عضو من رجالها يذكر الحجاج ويفقههم ويكون مرجعا لهم في أمر دينهم وأعمالهم.
والله نسأل التوفيق إلى الخير والعون عليه والإخلاص فيه لوجهه آمين والحمد لله رب العالمين.
عن الجمعية الرئيس: عبد الحميد بن باديس
البصائر: السنة الأولى العدد ٧ الجمعة ٢١ ذي القعدة ١٣٥٤ه ١٤ فيفري ١٩٣٦م الصفحة: ٦ ع ١ و ٢.