إخواني قدمتموني للرئاسة وهذا اعتراف منكم بأني أبقى على ما كنت عليه. فأنا رجل مسلم ورجل وطني، كل حواسي وكل عقلي هو لخدمة وطني، نعم أخدمه وأدرجه حتى لا يكون هنالك اندحار ولا انهيار.
إن ميدان العمل في هذه الجمعية لميدان واسع وهنالك للعمل ميادين أخرى لا أدخلها باسمها، ولكن "إن كان فيها منفعة" أدخلها باسمي- إن كان عند قومي قيمة لاسمي- وأرجو أن يعينني الله عليها.
والصعدة هي الرمح يريد أنها تخضب بالدماء أو تنكسر وتندق في يده أثناء محاربته للأعداء. ولكن صعدتنا التي نخضبها هي القلم (وخضابه الحِبْرُ) ولكنه لا يندق هذا القلم حتى تندق أمامه جبال من الباطل (تصفيق عال وهتاف بكلمة الله أكبر).
وإن من الحق أن نتأدب بالأدب النبوي، ومنه أن لا نتمنى لقاء العدو، فإذا لقيناهم فلنصبر والله معنا.
إخواني!
إن لنا آمالا تتبعها أعمال، ونسأل الله أن يجعلنا حي أعمال لا حي أقوال. صدق الله أعمالنا وأقوالنا والله المستعان. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته (١).
عبد الحميد بن باديس
(١) ش: ج ٨، م ١٢، ص ٣٥٩ - ٣٦١ غرة شعبان ١٣٥٥ه - نوفمبر ١٩٣٦م.