للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكتب إليها بهذه الأبيات ليثير غيرتها فيحملها على اللحوق به:

ألا هل أتى الحسناء أن حليلها ... بميسان يسقى في زجاج وحنتم (١)

إذا شئت غنتني دهاقين (٢) قرية ... وصناجة (٣) تجذو (٤) على كل منسم (٥)

فإن كنت ندماني فبالأكبر أسقني ... ولا تسقني بالأصغر المُتثلم

لعل أمير المؤمنين يسوءه ... تنادمنا في الجوسق (٦) المتهدم

فلما بلغ ذلك عمر كتب إليه: بسم الله الرحمن الرّحيم {حم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} أما بعد فقد بلغني قولك: لعل أمير المؤمنين البيت, وايم الله لقد ساءني ذلك وقد عزلتك.

فلما قدم على عمر وسأله قال والله ما كان من ذلك شيء، وما كان


(١): جرار خضر.
(٢): النجار ورؤساء الأقاليم.
(٣): مغنية تضرب بالصنج وهو قرصان من نحاس تضرب إحداهما بالأخرى. (٤): تقعي على أطراف أصابعها منتصبة القدمين.
(٥): أصله أحد ظفري البعير.
(٦): القصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>