[صورة: الأستاذ الشيخ عبد الحميد بن باديس والشيخ عبد العزيز الثعالبي]
ــ
الجزائر والمغرب فتم تكونه الإفريقي. أعطى الثعالبي تونس حقها ووضع لها كل أسس نهضتها ثم فارقها في رحلته الأخيرة ليعطي حق الشرق والعروبة والإسلام فكان نظام العقد وعنوان الوحدة وروح الاتصال والعلم الإفريقي الخفاق الذي لفت أنظار الشرق إلى الشمال الإفريفي وإلى تونس عروس ذلك الشمال. وكان الثعالبي في الشرق من جهة أخرى برهانا ساطعا ودليلا متنقلا على ظلم الاستعمار واستبداده، وما يلاقيه الأفارقة من كيده وبلائه، ويكذب كل ما يتظاهر به هنالك حيث لم ترسخ قدمه ولم يتم سلطانه. شعرت فرانسا- أخيرا- بعظيم ضرر ذلك على سياستها في الشرق العربي والإسلامي فأذنت للثعالبي في العودة لوطنه.