فرحم الله مصطفى ورجح ميزان حسناته في الموازين، وتقبل إحسانه في المحسنين.
وإلى الأمة التركية الشقيقة الكريمة الماجدة، التي لنا فيها حفدة وأخوال، والتي تربطنا بها أواصر الدين والدم والتاريخ والجوار، والتي تذكر الجزائر أيامها بالجميل، وترى شخصها دائما ماثلا فيما تركت لها من مساجد ومعاهد للدين الشريف. والشرع الجليل، إلى تركيا العزيزة نرفع تعازي الجزائر كلها مشاركين لها في مصابها راجين لها الخلف الصالح من أبنائها، ومزيد التقدم في حاضرها ومستقبلها.
وإلى هذا فنحن نهنيها برئيس جمهوريتها الجديد عصمت إينونو، بطل (إينونو) ومؤتمر لوزان وثني مصطفى كمال. وأن في إجماعها على انتخابه لدليلا على ما بلغته تركيا الكريمة من الرشد في الحياة الذي تبلغ به- إن شاء الله- من السعادة والكمال. ما يناسب مجدها القدموس، وتاريخها الحافل بأعاظم الرجال، وجلائل الأعمال (١).
عبد الحميد بن باديس
(١) ش: ج ٩، ١٤، ص ١٣٠ - ١٣٤. غرة رمضان ١٣٥٧ه - نوفمبر ١٩٣٨م.