للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحرية وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك، قال نعم قد رأيت من هذا الرجل شيئاً ما أنا بالذي أختار عليه أحداً أبداً.

كان زيد بحكم العادة عبداً مملوكا ولكنه لم يشعر مع محمد- صلى الله عليه وآله وسلم- سيد الأحرار- وهذا قبل نبوته- بشيء من آثار العبودية. إنه لا يستبد بالناس، ويمتهنهم ويدوس كرامتم إلا من لم يستكمل معنى الإنسانية ولم يكن هو في نفسه حراً أما من كملت إنسانيته وخلصت حريته فإنه لا يستطيع أن يمتهن الإنسانية ولا يذل كرامتها وأن الوصايا التي أوصى بها الإسلام في شأن المملوك والخدم لا يشعر معها المملوك والخادم بشيء من العبودية وانحطاط المقام ومحمد- صلى الله عليه وآله وسلم- المفطور على الرحمة والإحسان سيد الناس وسيد الأحرار لم يشعر معه زيد بشيء من أثر العبودية واختار البقاء معه على الأب والعم والأقارب.

جازى محمد- صلى الله عليه وآله وسلم- زيداً على اختياره له على أبيه وعمه وأهله فأعلن بتبنيه فصار يدعى زيد بن محمد حتى أبطل الله التبني بقوله: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} وزيد أحد السابقين للإسلام وما ظنك بمن ربي تحت جناح محمد- صلى الله عليه وآله وسلم (١) -


(١) ش: ج ٦، م ١١، ص ٣٥١ - ٣٥٢ غرة جمادى الأولى ١٣٥٤ه - أوت ١٩٣٥م.

<<  <  ج: ص:  >  >>