بعد ما برز منها (١٨) ثمانية عشر عددا كانت في بنيان النهضة ثمانية عشر سندا. صدرت جريدة (الشهاب) إثر تعطيل المنتقد على مباديه وخطته فلاقت ما لاقت في سبيلهما من العناء والبلاء فثبتت وصبرت وصابرت وثابرت على العمل تشتمد مرة وتلين أخرى وصدمتها في سنتها الرابعة أزمة مالية كادت تقضي عليها فصدرت مجلة شهرية فوق ما كانت يوم ذلك تستطيع قوتها ثم تدرجت حسب تيسير الله حتى تممت اليوم العقد الأول من حياتها.
فالحمد لله وشكرا لمن عاشت هذه الصحيفة بإيمانهم ومؤازرتهم وإذا كان لها أثر فيما دعت إليه من إصلاح وما أعلنته وخدمته من حقيقة وضعية هذه الأمة. فالفضل في ذلك لله ثم لهم وإذا كان من شيء وراء ذلك الأثر تغتبط به فهو- أولا- أنها كانت تقصد الصواب عن نظر وصدق وإخلاص فإذا ظهر لها خطأ رجعت وأعلنت عن خطئها واعترفت به. كان هذا بضع مرات مع أصحابها وخصومها وثانيا- أنها ما خطت حرفا إلا بوحي ضميرها واقتناع منها لا بوحي ناحية ولا لإرضائها وما انفقت فلسا إلا من مالها وكيسها لا من مال ذى غاية ولا من كيس أية هيئة.
وها هي اليوم تخطو إلى العقد الثاني من عمرها على خطتها ومبدئها مستعينة بالله متكلة عليه معتضدة برجالها وأنصارها العاملين الصادقين، والله ولي الجميع (١).
(١) ش: ج ١، م ١١، ص ١ - ٣ محرم ١٣٤٥ه - أفريل ١٩٣٥م.