للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الحميد بن باديس في مجلة الشهاب (١) وكان قد أجازه. ومرَّ كذلك على الشام (دمشق ولبنان) وهكذا فإن ابن باديس أتم دراسته بالرحلة في البلاد الإسلامية ومحادثة العلماء وهو ما يعتبر من شروط العالم المتمكن من التقاليد العلمية، والمناهج التربوية الإسلامية، وبالطبع فإن هذه الرحلة أطلعته على الأوضاع الإجتماعية والسياسية والثقافية، وفيها خبر أحوال الناس مما وسع أفقه وبصَّره بطريق الخلاص والثورة الفكرية التي تعتمد على التربية في تكوين القادة من النخبة أو الصفوة المبدعة.

ولما نزل قسنطينة سنة ١٣٣٢هـ (١٩١٣) شرع في العمل التربوي (٢) وأخذ يعلم صغار الصبيان الذين يقرأون القرآن في الكتاتيب وخصوصاً كتاب سيدي فتح الله.

وحوالي سنة ١٩٢٢م تبلورت في الأوساط الإصلاحية فكرتان تختلفان في المنهج، وتتفقان في الهدف، الفكرة الأولى ترى أن السبيل هو توجيه الطاقات والجهود نحو ناحية التربية والتعليم وتكوين نخبة من الدعاة مدربة على مناهج الدعوة، مسلحة بالعلم والمعرفة، مطلعة على أصول الدين وعقائده، وكان من أصحاب هذه الفكرة في ذلك الوقت الشيخ البشير الإبراهيمي (٣) وكان الرأي الثاني يقوم على أساس


(١) ش: ج ١١ م ١١ ص ٦٠٦ - ٦٠٧ غرة ذي القعدة ١٣٥٤هـ - فيفري ١٩٣٦م.
(٢) قمت بمحاضرة عالجت فيها عمله التربوي بقاعة المحاضرات الجامعية في ١٦ أفريل ١٩٦٦ بالجزائر.
(٣) مقال للشيخ البشير الإبراهيمي في"سجل مؤتمر جمعية العلماء قسنطينة (١٩٣٥) ص ٤٣ رجع الإبراهيمي إلى الجزائر من الحجاز حوالي ١٩٢٠ بعد ما مكث فيه سنوات فدرس في المدينة المنورة على الشيخ حسين بن أحمد الفيض آبادي الهندي صحيح مسلم ودرس
>>>

<<  <  ج: ص:  >  >>