أصبح الخبر منتشرا في القطر كله وأفطرت جل البلدان ولولا بقايا من الذين في قلوبهم مرض لعم العيد جميع البلدان. وكان من المقدر على العاصمة الجزائر أن يقع فيها الخلاف في الفطر كما وقع فيها الخلاف في الصوم وكان سبب ذلك أخيرا هو السبب، أولا: ذلك المتعنت المخذول. كان يعتل لخلافه في الصوم بأنه لم تخاطبه هيئة رسمية وهو لا يقبل إلا الرسميين فخاطبه ليلة الأحد فضيلة الشيخ محمد بن الساسي بنفسه هو ومن كانوا معه في المحكمة ورغم هذه المخاطبة الرسمية أبى من العمل بها وأصر على رأيه الباطل الذي لا مستند له لا من وهم ولا من شبهة. وكان هذا منه الدليل القاطع عند الناس على تعصبه وعناده وما يكون عنه التعصب والعناد في مثل هذه المسألة الدينية من طوايا وأدغال.
هكذا تقوم الجمعية بكل ما ترى فيه الخير من نشر العلم والدين وتوحيد الكلمة في الخير فتجد أمثال هذه العراقيل من هذه الأشباح المظلمة والأيدي الظالمة تعترضها في طريق الصالح العام، والجمعية- بإذن الله- سائرة في طريقها المحمودة إلى غايتها النافعة ولو كره المبطلون والله المستعان.
هذا وإننا نحمد الله على ما شاهدناه من الأمة من المناية ونشكر كل من أعاننا على القيام بهذه الطاعة ونرجو من إخواننا المسلمين أن يبذلوا عنايتهم في كل الشهور وأن يبادر كل من يرى الهلال إلى إخبار محكمته وأن يعلن رئيس المحكمة ذلك الناس والله المسؤول أن يوفقنا للخير ويعيننا عليه ويجعلنا من أهله (١).
عن مكتب رئاسة الجمعية
الرئيس: عبد الحميد بن باديس
(١) ش: ملحق ج ١٢، م ١٠، ص ١ - ٣ غرة ذي القعدة ١٣٥٣هـ - فيفري ١٩٣٥م.