الْإِسْلَامَ دِينًا} قال عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- على منبر رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- بحضرة الصحابة- رضي الله عنهم-: أيها الناس، قد سننت لكم السنن وفرضت الفرائض وتركتم على الجادة، فلا تميلوا بالناس يميناً ولا شمالاً فليس في دين الله ولا فيما شرع نبي الله، أن يتقرب بغناء ولا شطح، .. والذكر- الذي أمر الله به، وحث عليه، ومدح الذاكرين به، هو على الوجه الذي كان يفعله- صلى الله عليه وآله وسلم-، ولم يكن على طريق الجمع ورفع الأصوات على لسان واحد، فهذه سنة السلف، وطريقة صالحي الخلف، فمن قال بغير طريقهم فلا يستمع ومن سلك غير سبيلهم فلا يتبع ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين قوله:{مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}. {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}، فما لكم يا عباد الله ولهذه البدع؟! أأمنا من مكر الله؟! أم تلبيساً على عباد الله؟! أم منابذة لمن النواصي بيديه!؟ أم غرورا لمن الرجوع بعد إليه!؟ فتوبوا واعتبروا وغيروا المناكر واستغفروا. فقهد أخذ الله بذنب المترفين من دونهم! وعاقب الجمهور لما أغضوا عن المنكر عيونهم! وساءت بالغفلة عن الله عقبى الجميع. ما بين العاصي والمداهن المطيع! أفيزلكم الشيطان، وكتاب الله بأيديكم؟ أم كيف يضلكم وسنة نبيكم تناديكم، فتوبوا إلى رب الأرباب. وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون. ومن أراد منكم التقرب بصدقة، أو وفق لمعروف أو إطعام أو نفقة. فعلى من ذكر الله في كتابه. ووعدكم فيه جبريل ثوابه كذوي الضرورة الغير الخافية والرضى الذي لستم بأولى منهم بالعاقبة. ففي مثل هذا تسد الذرائع وفيه تمتثل أوامر الشرائع.