الحمد لله الذي بعث محمدًا - صلى الله عليه وسلم - رحمةً للأنام، ونعمةً أغنت عن مُنْهَلِّ الغمام، ونورًا أخجل نَوْرَ الزهر، وأخرج الأمة من الظلام، وشاهدًا على الأمم بتبليغ الأحكام، ومبشِّرًا بما أعدّهُ الله تعالى في دار السلام، ونذيرًا أنذرهم يوم الآزفة إِذِ القُلُوبُ لدى الحَنَاجِر من دَهَشِ الاصطِلام، وداعيًا إلى الله بإذنه وإلى مأدُبةِ الإِكرام، وسراجًا منيرًا سالمًا من القَتَامِ.
أحمده والتوفيقُ لحمدِه مِنْ أعظم نِعَمِه الجِسام، وأشكره شكرًا يتكفَّلُ بالمزيد من إمداد الإِنعام.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهًا وجَبَ في بَدَاهَةِ العقول تنزُّهُه عن سِمَة الحَدَث والانفصَامِ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله نبيًا اختاره للدَّعوة العامة قبل وجود الخاصِّ والعامِّ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه مشرِّبي هامِ الطَّغامِ (١) غِرار الصوارمِ والأبطال في لُجَجِ الاصطِدامِ، صلاةً دائمةً باقيةً مَا اقترنَ اسمُه باسمِه في الأَذان والإقامة والخُطَبِ وشهادة الإِسلام، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.