فغدا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -, فقال: يا ابن أخي إني قد وقَعْتُ في أمرٍ لا أعرفُ المخرَج منه، وإقامة مثلي على ما لا أدري، أرشدٌ هو أم غي؟ فحدَّثني حديثًا، فقد اشتهيت يا ابن أخي أن تحدّثني، فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكَّرَهُ ووعظه وخوفه وبشره، فألقى الله في نفسه الإِيمان بما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أشهد إنك لصادق، فأظهِر يا ابن أخي دينك، فوالله ما أحبُّ أن لي ما أظلَّتهُ السَّماء وإني على ديني الأول، فكان حمزة رضي الله تعالى عليه ممن أعز الله به الدين، أخرجه البيهقي (١).
[أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمجامع ثوب عمر بن الخطاب فأسلم]
٤٣ - عن أنس بن مالك قال: خرج عمر بن الخطاب متقلَّدَ السيف، فلقيه رجل من بني زُهرَة، فقال له: أين تَعْمدُ يا عمر؟ فقال: أريدُ أن أقْتُل محمَّدًا، فقال: وكيف تأمنُ في بني هاشم وبني زُهرة وقد قَتَلْتَ محمدًا؟ قال: فقال عمر: ما أراك إلا قد صبوتَ وتركتَ دينك الذي أنت عليه، قال: أفلا أدلُّك على العجب إن خَتَنَكَ وأُختكَ قد صَبَوا، وتركا دينك الذي أنت عليه. قال: فمشى عمر ذامِرًا حتى أتاهما، وعندهما رجل من المهاجرين يقال له: خبَّاب, قال: فلما سمع خباب بحس عمر، توارى في البيت، فدخل عليهما، فقال: ما هذه الهينمةُ التي سمعتُها عِندَكم، وكانوا يقرؤون {طه} فقالا: ما عدا حديثًا تحدّثناه بيننا، قال: فلعلكما قد صبوتُما، فقال له خَتَنَهُ: يا عمر إن كان الحقُّ في غير دينك؟ ! قال: فوثب [عمر] على خَتَنِهِ فوطئه وطءًا شديدًا، قال: فجاءت أخته لتدفعه عن زوجها، فنفحها نفحةً بيده، فدمى وجهها، فقالت
(١) ١/ ٤٥٩: باب ذكر إسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه, وانظر سيرة ابن هشام ١/ ٢٩١ و ٢٩٢.