إلى ما كان قبل ذلك، وقد جاء في وصفه - صلى الله عليه وسلم - أنه كان ضخمًا، ولم يرد السمن واللحم المفرط، لأنه خلاف المعروف من وصفه - صلى الله عليه وسلم -.
وقوله: كان أكثر صلاته وهو جالس، أي: صلاة النافلة، كما في حديث أم سلمة الذي بعد هذا الحديث.
[القراءة]
قوله: فلم أسمع أحدًا منهم يقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، في إسناده قتادة عن أنس وهو مدلس، فإذا قال: عن أنس لا يحتج بعنعنته حتى يصرح بالسماع منه، وقد جاء في طريق، قيل لقتادة: أسمعته من أنس؟ قال: نعم. قال الشيخ النواوي: وهذا تصريح بسماعه، فينتقي ما يخاف من إرساله لتدليسه، ومذهب الشافعي وطوائف من السلف والخلف أن البسملة من الفاتحة، فإنه يجهر بها حيث يجهر بالفاتحة.
قال النووي: واعتمد أصحابنا أنها كتبت في المصحف بخط المصحف، وكان هذا باتفاق الصحابة وإجماعهم على أن لا يثبتوا فيه بخط القرآن غير القرآن، وأجمع بعدهم المسلمون كلهم في الأعصار إلى يومنا هذا على ذلك، وأجمعوا أنها ليست في أول براءة، وأنها لا تكتب فيها، وهذا يؤكد ما قلنا.
[قراءة النظائر]
قوله:"هذًا كهذِّ الشِّعر" أي: أتسرعون في قراءة القرآن إسراعًا كما تسرعون في قراءة الشعر؟ فنصبه على المصدر، والهذ: سرعة القطع، بالذال المعجمة.
والدقل: رديء التمر ويابسه وما ليس له اسم خاص، فيترك منثورًا لا يجمع ليبسه ورداءته.