للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خَمِيصَةٌ لَهُ سَوداءُ، فَأرَادَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن يأخُذَ أسفَلَها فَيَجعَلَهُ أعلاها، فَلَمَّا ثَقُلَت قَلَبَها عَلَى عاتِقِهِ. أخرجه أبو داود.

وللنِّسائي: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استسقى وعليه خميصةٌ سوداء.

وله في أخرى، أنه خرج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستسقي، فحوَّل رداءه، وحوَّل للنَّاس ظَهرَهُ، ودَعَا، ثمَّ صلَّى ركعتين فقرأ فجَهَرَ (١).

[الاستسقاء من غير الصلاة]

٧١٥ - عن أنس رضي الله عنه قال: أصابَتِ النَّاسُ سَنَةٌ عَلَى عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فبينما النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - كان يخطُبُ يومَ الجُمعَة، قام أعرابيٌّ فقال: يا رسولَ الله، هَلَكَ المالُ، وجَاعَ العِيالُ، فادعُ الله لنا، فَرَفَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَدَيهِ، وما نَرَى في السَّماء قَزعَةً، فوالَّذي نفسي بيدِه، ما وضَعَهَما حتَّى ثَارَ السَّحابُ أمثال الجِبَالِ، ثمَّ لم ينزِل عن مِنبَرِهِ، حتَّى رأيتُ السَّحابَ يتحادرُ على لِحيَتِه، فَمُطِرنا يَومَنا ذلك، ومِنَ الغدِ ومن بَعدِ الغدِ والَّذي يَلِيهِ حتَّى الجمعَة الأُخرى، فَقامَ ذلك الأعرابِيُّ، فقالَ: يا رسولَ الله، تَهَدَّم البِناءُ، وَغَرِقَ المالُ، فادعُ الله لنا، فَرَفَعَ يَدَيهِ وقال: الَّلهُمَّ حَوالَينا ولا عَلَينا، فما يشيرُ بيدِهِ إلى ناحيةٍ من السَّحاب إلا انفَرَجَت، وصَارَت المَدينَةُ مثل الجَوبَة، وسالَ وادِي قناة شهرًا، وَلَم يأتِ أحدٌ من ناحيةٍ إلا حَدَّثَ بالجُودِ. أخرجه البخاري ومسلم (٢).


(١) في الأصل: وقلب رداءه والتصحيح من سنن النسائي، والحديث رواه أبو داود رقم (١١٦٤) في الصلاة: باب جماع أبواب صلاة الاستسقاء وتفريعها، والنسائي ٣/ ١٥٦ و ١٥٨ في الاستسقاء: باب الحال التي يستحب للإِمام أن يكون عليها إذا خرج، وباب تحويل الإِمام ظهره إلى الناس عند الدعاء في الاستسقاء، وهو حديث صحيح.
(٢) رواه البخاري ٢/ ٤١٧ في الاستسقاء: باب الاستسقاء في المسجد الجامع، وباب الاستسقاء في خطبة الجمعة غير مستقبل القبلة، وباب الاستسقاء على المنبر، وباب من =

<<  <  ج: ص:  >  >>