للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل السابع عشر: في ذكر مرضه - صلى الله عليه وسلم -، ووفاته، وما يتعلَّق بذلك، وذكر أوصافه وأحواله بعد الموت

وقول الله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ. .} الآية. [آل عمران: ١٤٤].

[ذكر نعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفسه إلى أبي مويهبة مولاه]

١٨١٠ - ذكره البيهقي عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن أبي مويهبة مولى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أَنْبَهَنِي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من اللَّيْلِ فقال: "يا أَبا مويهبة! إنِّي قد أُمرتُ أن أستغفرَ لأهلِ هذا البقيع" فخرجتُ معه حتى أتَينا البقيع، فَرَفعَ يَدَيْهِ، فاسْتَغْفَرَ لَهُم طَويلًا، ثم قال: "ليهن لكم ما اصْبَحْتُم فيه، مِمَّا أَصبَحَ الْنَّاسُ فيه، أقْبَلَتْ الْفِتَنُ كَقِطَع اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يَتْبعُ آخِرُها أَوَّلها، وآخِرُها شَرٌّ من أَوَّلها، يا أبا مُوَيْهِبَة إِنِّي قد أعْطِيْتُ مَفاتِيح خَزَائِنِ الدُّنيا والخُلْدَ فيها، ثم الجنة، فخُيِّرتُ بين ذلكَ وبَيْنَ لِقاءِ رَبِّي والجَنَّة" فقلت: يا رسول الله! بأبي أنت وأمِّي، فخُذْ مفَاتِيحَ خزائِنِ الدُّنيا والخُلْد فيها ثم الجنة، فقال: "والله يا أبا مُوَيْهبة! لقد اخْتَرْتُ لقاءَ رَبِّي والجنة" ثم انصرف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. فلما أصْبَحَ ابتُدئ بوجَعِهِ الذي قَبَضَهُ اللهُ فيه (١).


(١) رواه البيهقي في "دلائل النبوة": باب ما جاء في نعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفسه إلى أبي مويهبة =

<<  <  ج: ص:  >  >>