[الفصل الثاني: في ذكر أوصافه الشريفة وأخلاقه - صلى الله عليه وسلم -]
٦٠ - عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: سألت خالي هند بن أبي هالة عن حِلْيَةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان وصَّافًا، وأنا أرجو أن يصف لي منها شيئًا أتعلَّقُ به، فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخمًا مُفخَّمًا، يتلألأ وجهُه تلألؤَ القمَرِ ليلَةَ البدْرِ، أطولَ من المربوع، وأقصَرَ من المشَذَّب، عظيمَ الهَامَةِ، رَجِلَ الشَّعْرِ، إن انفَرَقَتْ عقيقَتُه فرق، وإلا فلا يُجَاوِزُ شعرهُ شَحْمَةَ أذُنَيْه إذا هو وفَّرَه، أزهر اللون، واسع الجبين، أزجَّ الحواجبِ، سوابِغَ من غير قَرَن، بينهما عِرق يُدِرُّهُ الغضَبُ، أقنى العِرنِين، له نورٌ يعلوه، يحسبه من لم يتأمله أشمَّ، كَثَّ اللحية، أدعج سهلَ الخَدين، ضَليعَ الفَمِ، أشْنَبَ، مفلَّج الأسنانِ، دَقيقَ المسْرُبة، كأن عنقَهُ جيدُ دُميَةٍ في صفاءِ الفضَّة، معتدل الخلق، بادنًا متماسكًا، سواءَ البطنِ والصّدر، عَريضَ الصَّدر، بعيدَ ما بين المنكبين، ضَخْمَ الكَرَاديس، أنورَ المتجَرَّد، موصول ما بين اللبة والسُّرة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصَّدر، طويل الزِّندين، رَحْبَ الرَّاحة، شَثْنُ الكَفَّين والقَدَمَينِ، سايِلُ أو سائل الأطراف، خمصانَ الأخمَصَين، مسيحَ القَدَمَينِ، ينبو عنهما الماء، إذا زال زال قلعًا، ويخطو تكفُّؤًا، ويمشي هونًا، ذريعَ المشية، إذا مشى كأنما ينحطُّ من