[البحة التي عرضت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -]
١٨١٨ - عن عائشة قالت: كنتُ أَسْمَعُ أَنَّهُ لن يَموتَ نَبيٌّ حَتَّى يُخَيَّرَ بَيْنَ الدُّنْيا والآخِرَةِ، قالت: فلما كان مرضُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي مات فيه، عَرَضَتْ له بُحَّةٌ، فسمعته يقول:{مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}[النساء: ٦٩]. قالت عائشة: فظننا أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يُخَيَّرُ. أخرجه البخاري ومسلم (١).
ذكر نزول جبريل عليه السلام ومجيء ملك الموت ممتثلًا لأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يأمره فيه
١٨١٩ - روى البيهقي بإسناد، عن جعفر بن محمد بن علي، عن أبيه، قال: لمَّا كانَ قَبل وفاةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بثلاثٍ، هبطَ إليه جبريل عليه السلام، فقال: يا رسول الله إن الله أرسلني إليك إكرامًا لَكَ وتَفْضِيلًا لك، وخاصَّةً لك، يَسْأَلكَ عَمَّا هُوَ أعلمُ به مِنْكَ، يقول: كيف تَجدُكَ؟ قال:"أَجدُني يا جِبْريلُ مَغْمُومًا، وأَجِدُني يا جبريلُ مَكْرُوبًا" فلمَّا كانَ اليَوْمُ الثَّاني، هَبَطَ إليه جِبريلُ عليه السَّلامُ، فقال له مثل ذلك، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَجِدُني يا جِبْريلُ مَغْمُومًا، وأجدني يا جِبْريلُ مَكْروبًا" فلمَّا كانَ اليومُ الثَّالِثُ، هبطَ إليه جِبْريلُ مَعَهُ مَلَكُ الموتِ، ومعَهُما مَلَكٌ في الهَوَاءِ يقال له: إسماعيل، على سَبْعين ألف مَلَكٍ، كل مَلَكٍ منهم علي سبعين ألف مَلك فسبقهم إليه جبريل، فقال: يا أحمد، إِنَّ الله أرسلني إليك إكرامًا لك وتَفْضِيلًا لك، وخاصَّةً لك، يَسْأَلُكَ عَمَّا هُو أَعلمُ به منك، يقول: كيف تجِدُك؟ قال:"أَجدني يا جبريلُ مَغْمُومًا، وأجدني يا جبريلُ مَكْرُوبًا" قال: واسْتَأْذَنَ مَلَكُ الموت علي الباب، فقال جبريل: يا أحمد؟ هذا
(١) رواه البخاري ٨/ ٩٦ و ٩٧ في المغازي: باب مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ووفاته، ومسلم رقم (٢٤٤٤) في فضائل الصحابة: باب في فضل عائشة رضي الله تعالى عنها.