وقوله:"فأخرجهم من النار" مع قوله: إنهم سألوه الشفاعة قبل دخولهم النار، يحتمل أحد معنيين، إما أنهم أدخلوا النار بعد سؤالهم منه الشفاعة لهم وذهابه ليشفع لهم، فإن أمر الله تعالى كلمح البصر، أو هو أقرب، أو لأن الحبس لدخول النار، والكرب من همها كدخولها.
وقوله:"وقال: هذا المقام المحمود الذي وعده نبيكم" أي: قال أنس، ويجوز أن يكون القائل هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قاله على سبيل التجريد تعظيمًا لشأنه، والمقام المحمود: هو هذا الموقف العظيم، وهو المعنيُ بقوله تعالى:{عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}.
وقيل: هو كل ما يجلب الحمد من أنواع الكرامات، والله تعالى أعلم.